النداهة اسطورة رعب وعشق

النداهة اسطورة رعب وعشق


 قصص واساطير وحكايا كثيرة تدور حول شخصية النداهة، وهي من القصص ألاسطورية الطابع، وعلى الرغم من ان هنالك شريحة كبيرة من الناس تعتقد او تجزم بصحتها، حيث ان الذين يزعمون أنهم شاهدوها أو وقعت لهم قصة معها بحياتهم،وللإشارة فهم كتيرون جدا، ومنهم رجل مسن يدعى الخاج عبد الرحيم، وهو رجل كهل الأن وبلغ سنا متقدما حيث يحكي :التقيت الجنية المسمات بالنداهة مند زن بعيد في صباي، وكانت ليلة مضلمة جدا ،وأتذكر انني امر بجانب مصب نهري ومعي احد قريباتي التي اعتدت ان اصحبها الى منزلها ليلا بعد ان تتنتهي من عملها حيت اننا نعيش في الارياف ولا يوجد كهرباء ولا انارة ، ويومها تأخرنا قليلا وعدنا في وقت متأخر، وفي طريق العودة، وكنا نمشي امام النهر او الترعة كما يطلق عليها عندنا والظلام حالك، فوجئنا بصوت امرأة شابة ينادى من خلفنا بأسمى، وعند استدارتي وجدت امرأة جميلة وشابة في العشرينات من عمرها، كانت جالسة على ضفة النهر ، ورغم الظلام إلا أن ملامح وجهها كانت واضحة تماما، وجدت نفسي اجدب اليها جدبا ، وهنا انتبهت قريبتي وصرخت برعب، وايقظنى صوتها الصارخ من غيبوبتي، ومن حالة التنويم والاستسلام الغريب للنداهة التي قالت لي ضاحكة وهي تختفي في الماء: يوما ما ستكون لى وملكي، ثم ضحكت ساخرة وهي تقول لقريبتي: لقد انقذتيه هاده المرة منى لكننى سآخذه يوما ما.

كما نحكي الروايات، في الغالب يقتصر ضرر النداهة على الجنون، في حين أنها يمكنها التشكل بعدة اشكال وصور وباحجام مختلفة لنفس الشكل والصفة ومن الطرق التي يمكن قتلها بها هي ذكر الله ورش الملح لكي تسلب من ندائها ولقد رويت العديد من القصص والحكايات حول النداهة بالإضافة إلى عدة افلام حكت او تناولت قصتها . كما انه ليس من الضرورة ان يموت الشخص بعد ان تقوم بمسه لاكن اغلب الحالات تصيبهم حالات من الهلوسة والهديان وغالبا ما يتيهون في الحقول والغابات والقيفار ويصعب العتور عليهم او حتى تعقبهم

ويحكى أيضا عن تلك الأسطورة أن النداهة قد تقع في غرام أحدهم ويدهب معها إلى عالمها السفلي وتتزوج به، وفي هذه الحالة قد يختفي الشخص كليا وقد يظهر بعدها بأيام إلا أنه يموت بعدها بأيام معدودة ، بعد ذلك ويقول الناس أن موته بسبب النداهة لأنه ربمى تخلي عن عالمها السفلي وعنها او نقض عهده معاها فتنتقم منه بقتله خوفا من ان يكشف أسرار عالمها، لذلك يموت البعض في الايام الموالية أو يصاب بالجنون أو ربما يختفي تماما.النداهة مخفية وذات صوت جميل جدا يسلب و يسحر قلبك وتناديك باسمك بطريقة كانك لم تسمع اسمك من قبل وقد عرفناها من القصص والاساطير التي كان يرويها جدودنا ومن الافلام العربية الذي تطرقت لها ولقصتها ومن الطرق التي يمكن ان تؤديها او تقتلها بها هي ذكر الله وكدالك رش الملح عليها، مع محاولة عدم النظر إلى وجهها وعدم الرد على ندائها وقد ظهرت العديد من القصص والحكايات حول موضوع النداهة.

ويفسر علماء النفس الحديث بأن اسطورة النداهة ربما لها علاقة بالكبت العاطفي لدي بعض الاشخاص اللدين تقوم النداهة بندائهم ومحاولتهم لجذب الاهتمام والتنفيس عن مشاعرهم المكبوتة في صورة هلوسات إرادية أو لا إرادية  قد تعبر عن اهتمام النداهة بهم. وكباقي الأساطير ذات المنطق الثعباني الذي يأكل نفسه بنفسه فإن من يرى النداهة لا يعيش ليحكي قصته اوما رآه وبالتالي لايمكن نهائيا وصف النداهة بالتحديد المطلق وهذا ما طبع في الأذهان صورة أنها جميلة جدا وغريبة لتتوافق هذه المعطيات مع منطق الأسطورة ولا نستطيع تكذيب أحد المدعين بوجود النداهة. أسطورة النداهة ليس هي الوحيدة في العالم فهنالك مجتمعات أخرى كانت تروي أساطير مشابهة  حيث تنتشر في اليابان أسطورة المرأة صاحبة الفم الممزق وفي الخليج العربي ايضا هنالك أسطورة أم الدويس وربما ما يجمع ما بين تلك الأساطير هو تركيزها على فكرة الاغواء للرجال والهدف منها التحذير من الخروج في ليلا حفاظاً على السلامة وتجنب اي امرأة وهكذا يحد المجتمع من انتشار الرذيلة.

تعليقات