**قصة فتاة الطريق**


                           **قصة فتاة الطريق**



تدور أحداث القصة حول شاب يُدعى يزن، الذي كان في طريقه إلى قرية جده الواقعة في منطقة ريفية نائية. بسبب ظروف عمله، اضطر يزن للسفر ليلاً. وعندما علم بوجود طريق مختصر يوصل إلى منزل جده بسرعة، قرر أن يسلكه، دون أن يدرك ما ينتظره. كان الطريق مظلماً تماماً، ولم يكن هناك أي حركة مرور، كما أنه لم يكن ممهداً بشكل جيد.


قرر يزن القيادة بحذر حتى لا يتسبب في أي ضرر لسيارته الجديدة. وفجأة، بينما كان يقود، ظهرت أمامه فتاة تغطي وجهها بيديها، وكانت تبدو في حالة من الذعر. بدأت الفتاة تضرب على نافذة السيارة وتطلب منه أن يفتح الباب ويأخذها معه، قائلة: "أرجوك، أنقذني، لا وقت للشرح، سيأتون إلينا في أي لحظة، هيا لنهرب قبل فوات الأوان".


لم يتردد يزن في إدخال الفتاة إلى السيارة، فقد بدت قلقة للغاية وكأنها شهدت شيئاً مخيفاً. وما إن دخلت الفتاة حتى ظهر أمام يزن أربعة أشخاص. استخدم يزن ضوء سيارته ليتفحصهم، وكانت المفاجأة أن هؤلاء الأربعة لم يكونوا بشراً، بل كانوا كائنات ذات وجوه مشوهة، شعرهم خفيف، وكانوا يحملون أسلحة مرعبة.


كان أحدهم يحمل سيفاً، وآخر يحمل سكينتين، بينما كان أكبرهم حجماً يحمل منشاراً كهربائياً، والأخير كان يحمل منجلاً. شعر يزن بالخوف الشديد وبدأ يتساءل: "من هؤلاء؟ هل هم بشر؟". أجابت الفتاة: "أرجوك، دعنا نهرب، إذا جاءوا إلينا، قد لا ننجو، تحرك بالسيارة إلى الخلف بسرعة".


كانت كلماتها كفيلة بإعادة يزن إلى الواقع، فبدأ بتحريك السيارة إلى الوراء هرباً من تلك الكائنات الغريبة. ومع تحرك السيارة، بدأت الكائنات تقترب منها، وكان منظرها مخيفاً للغاية، مما جعل نبضات قلب يزن تتسارع.


تمكن يزن من الهروب وعاد أدراجه، وقرر أن يسأل الفتاة عما حدث وكيف وصلت إلى هناك. أجابت وهي ما زالت ترتجف: "تعطلت سيارتي هنا، وأوقفني هؤلاء الأربعة، لم أستطع السيطرة على أعصابي، فقررت الهرب". طمأنها يزن قائلاً: "لا تقلقي، سأوصلك إلى منزلك، وستكونين بخير". وأخبرته الفتاة عن طرق مختصرة ستساعدها في الوصول بسرعة.


بدأت الفتاة تشير إلى طرق تبدو غريبة، وكأنها مهجورة. بدأ يزن يشك في أمرها، لكنه حاول تهدئة نفسه، قائلاً: "ربما هي في حالة صدمة ولا تستطيع تذكر الطريق". مرت ساعتان، والفتاة تشير له في طرق مخيفة ومقطوعة.


فجأة، نظر يزن إلى الخلف ولاحظ أن الفتاة ما زالت تغطي وجهها، وكان جزء من وجهها واضحاً، لكنه بدا مشوهاً. أوقف يزن السيارة وقال: "يبدو أنك ضعتِ، سأقودك إلى أقرب مركز شرطة، وهم سيساعدونك". ردت الفتاة: "لا، لقد وصلنا، منزلي أمامك مباشرة إلى اليمين". نظر يزن إلى المنزل، وكانت الصدمة كبيرة.


كان المنزل يبدو وكأنه مهجور ومتهدم، خالٍ من أي حياة. بدأ الرعب يتسلل إلى قلب يزن مرة أخرى، لكنه شعر ببعض الهدوء عندما خرجت الفتاة من السيارة بهدوء، وقالت: "شكرًا يا سيدي على توصيلي"، ثم اتجهت نحو المنزل. فجأة، سمع يزن أصواتًا غريبة قادمة من أسفل السيارة. لم يكن هذا الأمر هو الوحيد المثير للريبة، فقد ظهر أمامه شخصان غريبان، مشوهان أيضًا. بدأوا يطرقون بقوة على زجاج السيارة، مما أفزع يزن وجعله عاجزًا عن التفكير.


في اليوم التالي، عندما علمت القرية بعدم وصول يزن، قرروا الخروج للبحث عنه. وصل أهل القرية إلى المنزل القديم حيث كانت سيارة يزن متوقفة. كانت السيارة في حالتها، لكن جميع الإطارات مثقوبة والزجاج الأمامي محطم بالكامل. استمرت محاولات العثور على يزن في كل مكان في تلك المنطقة، ولكن حتى يومنا هذا، لا يوجد أي أثر له، وكأن الأرض قد ابتلعته. فقد الجميع الأمل في العثور على يزن مرة أخرى.

تعليقات